تعليق اخبارى: انطلاقة جديدة للعلاقات الصينية -الامريكية

BJT 16:17 13-11-2009
 

يسلط العالم الضوء على اول لقاء يجمع الرئيس الصينى هو جين تاو ونظيره الامريكى باراك اوباما فى العاصمة البريطانية لندن أمس الاربعاء /1ابريل الحالى/،حيث حدد الزعيمان وضعا جديدا للعلاقات بين البلدين متمثلا فى "بذل جهودا مشتركة لبناء علاقات ايجابية تعاونية وشاملة بين الصين والولايات المتحدة فى القرن الحادى والعشرين،وقررا إنشاء آلية لـ"الحوار الاستراتيجى والاقتصادى بين الصين والولايات المتحدة"،الامر الذى يمثل اشارة هامة وايجابية للعالم بانطلاقة جديدة للعلاقات الصينية-الامريكية.
ان العهد الجديد يتطلب تحديد وضع جديد للعلاقات الصينية-الامريكية.وبلا شك ان القرن ال21هو عصر تواجه فيه البشرية فرصا وتحديات كبرى فى آن واحد، وكذلك تعتبر العلاقات الصينية-الامريكية فى القرن ال21 من اهم العلاقات الثنائية فى العالم، بحيث يتحمل البلدان فى العهد الجديد مسؤولية هامة إزاء السلام والاستقرار والتنمية فى العالم، ويقتسمان ايضا مصالح مشتركة واسعة النطاق.
ان الوضع الجديد للعلاقات الصينية- الامريكية يستند الى نقطة انطلاق جديدة، ويوجه الى المستقبل، ويطلب دائما من الطرفين مراجعة العلاقات الثنائية والتعامل معها على المستوى الاستراتيجى ومن منظورطويل الاجل وبمنهج يستهدف المضى قدما مع إيقاع الزمن، واحترام ورعاية المصالح الجوهرية المشتركة، وبالتالي يغتنمان الفرص ويواجهان التحديات معا.ووفقا لتقرير اصدرته لجنة الشؤون الصينية التابعة لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بالولايات المتحدة مؤخرا فإنه "لا استغناء عن الشراكة الامريكية-الصينية من اجل حل العديد من التحديات الرئيسية فى القرن ال21"،و"لا بد ان يكون الشروط المسبقة لتطور العلاقات الامريكية-الصينية هى الالتزام المشترك ازاء تحقيق الازدهار العالمي".
وتفتح الانطلاقة الجديدة للعلاقات الصينية-الامريكية افقا ايجابيا يحتذى به، لكن العلاقات الصينية-الامريكية لم تكن سلسة فى الماضى،حيث خرجت من مرحلة المواجهات والعزلة الى اقامة العلاقات الدبلوماسية بفضل جهود قادة البلدين فى القرن الماضى كذلك بفضل الاتصالات والتبادلات المتواصلة فيما بعض لتتطور الى علاقات الشراكة الاستراتيجية، لذلك يجبعلى الطرفين ان يحرصا حرصا شديدا على علاقات التعاون بين البلدين.
من المعروف ان العلاقات الصينية-الامريكية مرت خلال فترات الادارات الامريكية المتعاقبة السابقة بمسيرة مماثلة من "احتكاك "فى بدايتها الى "التعاون" فيما بعد بلا استثناء .
تجدر الاشارة الى انه خلال الايام ال70الاولى من تولى باراك اوباما منصبه الرئاسى،حققت العلاقات الثنائية بين الصين والولايات المتحدة، بفضل جهودهما المشتركة، انتقالا سلسا، حيث اولى الجانب الصينى اهتماما كبيرا لتطوير العلاقات الصينية-الامريكية، كما ابدى الجانب الامريكى رغبته فى اقامة علاقات اقوى مع الصين،معربا عن ثقته بأن العلاقات الايجابية مع الصين "لا غنى عنها من اجل تحقيق السلام والتقدم والرخاء فى الولايات المتحدة فى المستقبل".
وفى المسيرة الجديدة، يتعين على الولايات المتحدة والصين ان ينظرالى الجانب الآخر من المنظور الايجابى ودفع الحوار والتعاون فى شتى المجالات من خلال اجراءات ايجابية .
ويعد التعاون متبادل المنفعة ميزة بارزة فى المسيرة الجديدة للعلاقات الصينية-الامريكية.
وقد اكد الجانبان الصينى والامريكى اهمية مساعدة بعضهما البعض والتعاون بينهما،حيث استشهدت وزيرة الخارجية الامريكية هيلارى كلينتون بمقولة صينية قديمة تقول "فات اوان حفر الآبار عندما نشعر بالعطش"، لتصف اهمية وضرورة التعاون بين الولايات المتحدة والصين.
تجدر الاشارة الى ان قرار زعيمى البلدين فى لندن بإقامة "آلية الحوار الاستراتيجى والاقتصادى بين الصين والولايات المتحدة"،يعتبر اجراءا هاما لدفع تنمية العلاقات الصينية الامريكية فى المرحلة الجديدة، وسيواصل الطرفان بموجبه تدعيم المناقشات والمشاورات حول القضايا الاستراتيجية الشاملة وطويلة الاجل، وتعزيز الثقة المتبادلة والتعاون.
وبينما تنتشر الازمة المالية العالمية ويمتد تأثيرها، تتجلى اكثر واكثر المصالح المشتركة بين الصين والولايات المتحدة فى التأييد المتبادل ومواجهتهما معا الازمة . لذا، يمكن القول ان قطار الاقتصاد العالمى فى المستقبل لن يستغنى عن المحركين الصينى والامريكى لدفعه الى الامام، حتى ولو كان يسير فى منطقة مستوية نسبيا.
وعلى الجانبين ان يعمقان التعاون والاتصال فى مجالات الاقتصاد ومكافحة الارهاب وحظر الانتشار النووى والطاقة وتغير المناخ والتكنولوجيا والتعليم والثقافة والصحة لا فحسب ، بل عليهما ان يعززان الاتصالات والتنسيق حول القضايا الدولية والاقليمية واثراء المضامين الاستراتيجية للعلاقات الثنائية.
وتكشف هذه الانطلاقة الجديدة فى العلاقات آفاقا مستقبلية اكثر اشراقا.حيث انه ما دامت الصين والولايات المتحدة تتمسكان بمبادىء الاحترام والنفع المتبادلين وتسعيان الى الاتفاق مع التحفظ على الخلافات، وطالما انهما تحترمان وترعيان المصالح الجوهرية لبعضهما البعض، وتعالجان القضايا الحساسة بشكل مناسب، فستتمكنان بلا شك من تجاوز ازمة القرن ال21 وتتوجهان معا الى مستقبل افضل.