كبير المشرعين الصينيين واثق بمستقبل التعاون الاقتصادي الصيني - الامريكي
فونيكس، الولايات المتحدة 8 سبتمبر 2009 (شينخوا) صرح كبير المشرعين الصينيين وو بانغ قوه اليوم (الثلاثاء) بانه على الرغم من الازمة المالية فانه واثق "بمستقبل مشرق" للتعاون الاقتصادي والتجارة بين الصين والولايات المتحدة.
وقال وو، رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، أنه "على الرغم من عدم ظهور اشارات واضحة للتعافى الإقتصادي العالمي، وعدم امكان اغفال الاثار طويلة الاجل للازمة المالية العالمية، الا اننا يمكن ان نثق بمستقبل مشرق للتعاون الاقتصادي والتجارة بين الصين والولايات المتحدة".
وجاءت تصريحات وو فى منتدى التعاون الاقتصادي والتجارة الامريكي - الصيني الذي يعقد في فونيكس ويستمر يوما واحدا. وحضر المنتدى أكثر من 200 مسئول حكومي وممثل أعمال من البلدين.
وقال وو ان مثل هذه الثقة يمكن ان تقوم على ثلاثة اسباب:
أولا، ان الاتجاه العام للتعاون الاقتصادي والتجارة بين الصين والولايات المتحدة لن يتغير. ويمكن اتضاح ذلك في نقطتين.
النقطة الاولى: ان حقيقة ان الاقتصادين الصيني والامريكي يكمل كل منهما الآخر لم تتغير.
ان الاولوية الاولى للصين كاكبر دولة نامية في العالم هي التنمية. وخلال العقود الثلاثة الماضية من الاصلاح والانفتاح، حافظ الاقتصاد الصيني على متوسط نمو سنوي نسبته 9.8 في المائة. واستطاع تحقيق نمو بنسبة 7.1 في المائة في النصف الاول من العام الحالي، ومن المتوقع ان يحقق مستدف حوالي 8 في المائة للعام بأكمله. وقد خلق تسارع خطى التصنيع والحضرنة طلبا هائلا على الاستثمار في الصين، التى تمثل في الوقت نفسه سوقا يضم1.3 مليار مستهلك. ان التنمية الصينية والسوق الهائلة توفران مصدرا لا ينضب من فرص الاعمال ، وقوة دفع للتعافى الإقتصادى والتنمية لجميع الدول، بما فيها الولايات المتحدة.
تعد الولايات المتحدة اكبر دولة متقدمة، وتشكل 18.3 في المائة من اجمالي الناتج المحلي للعالم و43 في المائة من السوق الاستهلاكية العالمية. كما ان حجم التجارة لديها لا نظير له في العالم، وتعد رائدة واضحة في العلوم والتكنولوجيا، والموارد البشرية، والخبرة الادارية، والتسويق.
وقال وو "ان الطبيعية التكاملية لاقتصادينا لم تتغير نتيجة الازمة المالية الدولية ".
النقطة الثانية: ان اساس التعاون الاقتصادي والتجارة بين الصين والولايات المتحدة يظل قويا.
في عام 2009 بلغ حجم التجارة الثنائية 333.74 مليار دولار، الامر الذي جعل الصين والولايات المتحدة ثاني اكبر شريك تجاري لكل منهما الاخرى. وعلى مدى السنوات الخمس الماضية نمت الصادرات الامريكية للصين بنسبة 20 في المائة سنويا. كما حصلت الصين العام الماضي على نسبة 49 و34 في المائة من صادرات فول الصويا والقطن الامريكية على التوالي. وبشكل اجمالى ، استثمرت الولايات المتحدة ما يزيد على 61 مليار دولار في 57 الف مشروع بالصين. وخلال السبعة اشهر الاولى من العام الحالي وقعت الصين والولايات المتحدة 888 عقدا للتكنولوجيا بقيمة 3.26 مليار دولار، بزيادة 41.3 في المائة على اساس سنوي. وتمثل هذه العقود 25.3 في المائة من اجمالي قيمة عقود استقدام التكنولوجيا التي وقعتها الصين، ما يجعل امريكا اكبر مصدرى التكنولوجيا للصين. وعلى الرغم من ان التجارة الصينية - الامريكية شهدت تراجعا على اساس سنوي في النصف الاول من عام 2009، الا ان هذا التراجع الذي بلغ 7 في المائة تقريبا يعد اصغر مما شهدته التجارة الخارجية الصينية ككل.
وقال وو "ان هذه الارقام توفر دليلا كافيا على ان العلاقات الاقتصادية والتجارة بين الصين والولايات المتحدة هى علاقة تعاون ، وتقدم مربح للجانبين، ومثل هذا النمط الاساسي لم يتغير بفعل الازمة المالية الدولية ".
فونيكس، الولايات المتحدة 8 سبتمبر 2009 (شينخوا) ثانيا، خلقت خطط التحفيز الاقتصادي التي طبقتها الصين والولايات المتحدة فرصا جديدة لنشاط الاعمال.
ومن اجل مواجهة اثار الازمة المالية الدولية ، والحفاظ على تنمية اقتصادية مطردة وسريعة نسبيا، طبقت الحكومة الصينية سياسة مالية تتسم بالمبادأة ، وسياسة نقد ميسرة باعتدال، كما تبنت خطة حزمة لزيادة تحفيز الطلب المحلي، وخلق النمو الاقتصادي.
وللخروج من الازمة الاقتصادية، طبقت الحكومة الامريكية ايضا اكبر حزمة تحفيز اقتصادية منذ الثلاثينيات من القرن الماضى شملت المال والعقارات والضرائب والبنية التحتية وصناعة السيارات وحماية البيئة والطاقة والعلوم والتكنولوجيا واصلاح الرعاية الصحية، وأشياء اخرى.
وقال وو "ان تطبيق خططنا التحفيزية الخاصة وفر فرصا جديدة لنشاط الاعمال من اجل التعاون الإقتصادي والتجارة بين بلدينا".
وقال وو في حديثه انه قبل افتتاح منتدى اليوم الثلاثاء مباشرة، وقع الجانبان 41 اتفاقية وعقدا بشان الاستثمار، والتعاون الاقتصادي والتكنولوجي بقيمة 12.38 مليار دولار، تشمل مجالات مثل الطاقة الجديدة والمواد الجديدة، والاتصالات، والالكترونيات، والالات، والسياحة.
واضاف أن "ذلك يعد دليلا اخر على فرص التعاون الوفيرة بين الصين والولايات المتحدة. وانه طالما سعينا الى الفرص في هذا الوقت من الازمة، فان هناك الكثير يمكن ان نحققه معا".
فونيكس، الولايات المتحدة 8 سبتمبر 2009 (شينخوا) ثالثا، ان استراتيجيات اعادة الهيكلة الاقتصادية للصين والولايات المتحدة ستفتح مجالات جديدة للتعاون.
وقال وو ان الصين والولايات المتحدة تمران بمراحل مختلفة من التنمية الاقتصادية، لكنهما تواجهان معا مهمة شاقة بشان التصحيح، وتخضعان لضغط لتعديل نماذج التنمية الاقتصادية لدى كل منهما حتى بدون الازمة المالية الدولية.
واضاف "ان الازمة المالية، بالفعل، جعلت فقط هذه المهمة اكثر إلحاحا".
وقال وو ان الحكومة الامريكية تريد تعديل نموذج التنمية خلال معالجة الازمة المالية، وتعتبر التكنولوجيا الخضراء ضرورية بالنسبة لجهودها لانعاش النمو الاقتصادي، وتعزيز القدرة التنافسية الدولي، وخلق فرص العمل. وبالمثل، تهدف الصين، في جهودها للحفاظ على تنمية اقتصادية مطردة وسريعة نسبيا، الى تحقيق التنمية المستدامة خلال حلها للصعوبات الحالية.
واضاف وو "اننا نبذل جهودا كبرى من اجل تعديل هيكل الاقتصاد، وتحديث الصناعات، وتوسيع الطلب المحلي، وخاصة الطلب الاستهلاكي، وتحويل نموذج التنمية الاقتصادية".
وقال وو أنه "خلال قيام الصين والولايات المتحدة باعادة هيكلة الإقتصاد فى كل منهما، فإن بإمكاننا خلق مجالات جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري، وخاصة في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية، وبين الشركات. ويمكن ان تتدرج من الإقتصاد منخفض الكربون، والطاقة المتجددة، والفحم النظيف، واحتجاز الكربون وتخزينه في شبكة ذكية، ومبان فعالة، ومركبات تعمل بالطاقة الجديدة".
ووصل وو الى اريزونا يوم الاحد في اخر محطة فى جولته الثلاثية فى امريكا الشمالية.وغادر اريزونا متوجها الى واشنطن في زيارة يتوقع ان يلتقي خلالها بالرئيس باراك اوباما، ونائب الرئيس جو بايدن، ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي.