تعليق: نجاح المفاوضات حول التغير المناخى يتطلب اربع اجابات
كوبنهاجن 14 ديسمبر 2009 (شينخوا) مع بقاء فترة لا تتجاوز الاسبوع ، دخلت محادثات المناخ فى كوبنهاجن مرحلة حاسمة اليوم (الاثنين) حيث احتاج ممثلو اكثر من 190 دولة الى حشد مكثف للجهود من اجل النجاح.
ويجب ان تعالج الدول المشتركة فى المحادثات اربع قضايا قبل تحقيق النجاح للمحادثات الجارية.
القضية الاولى تتعلق بالتاريخ.
يشكل تغير المناخ تحديا عالميا. لكن الدول المتقدمة تتحمل المسئولية التاريخية عن الإحترار العالمى الموجود الان، حيث انها كانت الملوث الرئيسى خلال القرون الماضية.
وفى الفترة من 1900 الى 2005، كانت الانبعاثات الناتجة عن الدول المتقدمة، والتى تمثل اقل من 20 فى المائة من سكان العالم، تشكل 80 فى المائة من الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحرارى على مستوى العالم. وقبل 1950، كانت انبعاثات الدول المتقدمة تمثل 95 فى المائة من هذه الانبعاثات.
يجب ان تواجه الدول المتقدمة هذه المسئولية عن طريق وضع اهداف طموحة لخفض الانبعاثات ودعم العالم النامى فى خفض الانبعاثات والتكيف مع تأثير الاحترار العالمى من حيث التمويل ، ونقل التكنولوجيا، وبناء القدرة.
والقضية الثانية تتعلق بكمية الانبعاثات للفرد
خلال مفاوضات الاسبوع الماضى، حاولت الدول المتقدمة جعل الدول النامية الكبرى تتحمل نفس المسئولية فى عملية خفض الانبعاثات، متجاهلة حقيقة ان هذه الدول النامية اكثر سكانا واشد فقرا.
واظهرت الاحصاءات انه فى عام 2006 كانت الانبعاثات الغازية الحابسة للحرارة للفرد فى الدول المتقدمة اعلى 4 مرات تقريبا منها فى الدول النامية، علاوة على انه يجب على هذه الدول النامية الحفاظ على مستوى معين من الانبعاثات من اجل استدامة التنمية ، وتحسين الرفاهية الاجتماعية فى هذه المرحلة.
والقضية الثالثة تتعلق بالاطار القانونى
تعد معاهدة الامم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ وبروتوكول كيوتو حاليا الآليتين الرئيسيتين القانونيتين حول التغير المناخى. وقد ارست المعاهدة الاطارية مبدأ "مسئوليات مشتركة لكن مختلفة" للدول المتقدمة والنامية. ويحدد بروتوكول كيوتو اهدافا ملزمة لخفض الانبعاثات للدول المتقدمة.
تم تخصيص مؤتمر كوبنهاجن للتوصل الى اتفاقية لكبح جماح الاحترار العالمى بعد انتهاء فترة الالزام الاولى لبروتوكول كيوتو عام 2012. ومن المنطق ، ضرورة بقاء الآليتين القانونيتين.
بيد ان بعض الدول المتقدمة تحاول الاطاحة بالمعاهدة الاطارية وبروتوكول كيوتو، بهدف اخضاع الدول النامية لنفس الاهداف الالزامية لخفض الانبعاثات. وتنكر هذه الدول المتقدمة التزامها بالاطار القانونى القائم.
وتتعلق القضية الاخيرة بنداء للشعوب فى جميع انحاء العالم
فى مواجهة الاحترار العالمى، يتحد المجتمع الدولى فى النداء من اجل القيام بتحركات عاجلة. وفى مفاوضات الاسبوع الماضى، اكدت معظم الدول على انه يجب الحفاظ على المعاهدة الاطارية وبروتوكول كيوتو، ويجب التوصل الى اتفاقية ملزمة قانونا وفقا لخارطة طريق بالي، التى تم الاتفاق عليها بين الدول المتقدمة والنامية عام 2007.
لقد خرج آلاف الافراد فى مظاهرات فى مختلف انحاء العالم يوم (السبت)، مطالبين بالتوصل الى اتفاق طموح ، وعادل، وملزم قانونا حول تغير المناخ، -- ليصبح يوما عالميا للعمل من اجل مكافحة تغير المناخ. ويجب ان نلبى دعوتهم .
واذا ما ارادت الدول التوصل الى اتفاقية لتخفيف شدة الاحترار العالمى من خلال مؤتمر كوبنهاجن، فإنها لا تحتاج فقط الى تحرك سياسى ، وانما اتخاذ اجراءات ايضا. وتحتاج الدول المتقدمة، بشكل خاص، الى تقديم تعهدات قوية.