"تعليق: لا تقع رهينة فى قبضة "التغير المناخى
بكين 10 ديسمبر 2009 (شينخوا) ليس هناك شك فى ان كل انسان على وجه الارض يتحمل مسئولية حماية كوكبنا الام. بيد ان الجهود المبذولة من اجل تخفيف تأثير الاحترار العالمى ستسوء اذا تم استخدامها ذريعة لاحتواء التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول النامية.
ان مؤتمر الامم المتحدة حول التغير المناخى، الذى افتتح يوم الاثنين فى كوبنهاجن، معرض لأن يصبح صراعا عنيفا بين مجموعات المصالح المختلفة. وتحدد مسودة الوثيقة الدنماركية عام ذروة لانبعاثات الغازات الحابسة للحرارة، وتحدد مطالبات اقل من الدول المتقدمة، وتفرض حدودا حساسة; وعند التحدث عن مبدأ "مسئوليات مشتركة لكن مختلفة"، تتحدث بعض الدول المتقدمة فقط عن "مسئوليات مشتركة" فيما تتجاهل المسئوليات "المختلفة"، وتقوم بعض الدول الصناعية بالتحايل على عام الهدف، والعام القياسى لخفض الانبعاثات.
وتوضح الاجراءات المختلفة التى اتخذتها بعض الدول المتقدمة انها من ناحية لا تبذل قصارى جهدها من اجل خفض قوى للانبعاثات، ومن ناحية اخرى تضغط على الدول النامية لخفض الانبعاثات طبقا لرغباتها.
اصبح خفض الانبعاثات حاليا بشكل واضح "المعيار الاخلاقى" الجديد للانسان. حيث إن كل من يتباطأ فى خفض الانبعاثات سرعان ما سيتهم بالإضرار بحياة وتنمية الشعوب، وينظر اليه على انه العدو العام للانسان.
ان ما يطلق عليه "المعيار الاخلاقى" يؤثر بشكل عميق على أنشطة الانسان الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية.
وفى الحقيقة، فان نزاعات هائلة ترتبط بالمصالح تقف وراء "المعيار الاخلاقى".
وقد اجرت بعض الدول المتقدمة بحوثا فى خفض الانبعاثات، ولديها الأموال الوفيرة، والتكنولوجيا المتقدمة، ما يوفر لها ميزة فى هذا المجال.
بيد ان الدول النامية التى تفتقر الى رأس المال والتكنولوجيا تخضع لضغوط من اجل تحسين اقتصادياتها واحوال معيشة مواطنيها.
ومن جهة اخرى، عليها ان تدفع ثمنا ضخما من اجل تحويل انماطها الاقتصادية. وعند مقارنتها بالدول المتقدمة، نجد انها فى وضع المغبون من حيث خفض الانبعاثات.
ومن ثم، يجب علينا بذل جهود من اجل منع البعض فى الدول المتقدمة من "اختطاف" الدول النامية تحت غطاء "التغير المناخى"، واجبار الدول النامية على التضحية بمصالح ضخمة، وفضاء التنمية بسبب "المعيار الاخلاقى".
ويجب ان تكون الدول المتقدمة هى المسئولة اساسا عن الاحترار العالمى الذى حدث خلال القرن الماضى. وتعادل انبعاثات الفرد فى الدول النامية جزءا صغيرا من انبعاثات الدول المتقدمة. وما زال هناك عدد هائل من السكان فى الدول النامية يعانون من الفقر، ويتعين تحسين احوال معيشتهم.
وبالرغم من الحقائق المتقدم ذكرها، ذكورة سابقا، فإن الدول النامية، ومن بينها الصين، لم تتخل عن واجباتها، وانما نشطت فى اتخاذ اجراءات للإقتصاد فى الطاقة، وخفض الانبعاثات.
انه من الظلم ان تستهلك الدول المتقدمة الكثير من الطاقة الترفيهية، بينما تحرم الدول النامية من استهلاك ما يكفى من الطاقة لتنمية اقتصادها، وتحسين مستوى معيشة شعوبها.
هذا الصراع يتعلق بوجود وتنمية الانسان، وسوف يستمر وقتا طويلا للغاية.
وخلال عملية بذل جهود مشتركة من اجل انقاذ كوكب الارض، علينا الحذر من "ان نختطف" من جانب "تغير المناخ".