خبراء: محادثات المناخ الصينية - الأمريكية مفيدة، لكنها تأتى فى وقت متأخر للغاية بالنسبة لقمة كوبنهاجن
بكين 14 نوفمبر 2009 (شينخوا) يقول خبراء قبيل زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما للصين إن التبادلات الصينية - الأمريكية حول قضايا المناخ ستعزز المفاوضات العالمية على المدى البعيد، لكن من غير المرجح أن تسهل التوصل إلى اتفاقية هامة حول تغير المناخ خلال محادثات كوبنهاجن التى ستجرى فى ديسمبر.
من المتوقع أن يكون تغير المناخ أحد الموضوعات الرئيسية فى المناقشات بين أوباما والرئيس الصينى هو جين تاو خلال زيارة أوباما للصين التى تستمر من 15 إلى 18 نوفمبر.
قال تشى يه خبير سياسات المناخ بجامعة تسينغهوا "إن الدولتين اللتين تخرجان أكبر قدر من انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى فى العالم ستؤكدان مجددا على موقفيهما المتعلق بمكافحة الاحترار العالمى، وهو امر طيب بالنسبة للمحادثات العالمية طويلة الامد".
وذكر تشى "لكننى لا اعتقد أن الصين والولايات المتحدة ستتفقان على ابرام اتفاقية حول أهداف خفض الانبعاثات خلال زيارة أوباما. ولا اعتقد أيضا ان تنبثق اتفاقية ذات أهداف محددة عن محادثات كوبنهاجن".
سيحضر زعماء دول وحكومات حوالى 190 دولة المؤتمر الـ 15 للأطراف الموقعة على معاهدة إطار عمل الأمم المتحدة حول تغير المناخ خلال الفترة ما بين 7 و18 ديسمبر فى كوبنهاجن بالدنمارك. ومن المتوقع أن يجدد الاجتماع أهداف خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى التى حددها بروتوكول كيوتو الذى ينتهى سريانه فى عام 2012.
يذكر أن بروتوكول كيوتو، الذى لم تصدق عليه قط الولايات المتحدة، يحدد أهدافا ملزمة لـ37 دولة متقدمة بشأن انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى، فى حين أن الدول النامية غير ملزمة بقبول أية أهداف.
وقال تشى "إن الصين تلتزم تماما بمعاهدة اطار عمل الأمم المتحدة حول تغير المناخ وبروتوكول كيوتو وتبذل أيضا جهودا ضخمة لمكافحة الاحترار العالمى".
وقد وعد الرئيس هو جين تاو فى قمة مناخ للأمم المتحدة عقدت فى نيويورك فى سبتمبر بأن تقوم الصين بخفض انبعاثات ثانى أكسيد الكربون لكل وحدة من اجمالى الناتج المحلى "بفارق ملحوظ" بحلول عام 2020 مقارنة بمستوى عام 2005.
وقال الرئيس أوباما إنه يرغب فى خفض انبعاثات الولايات المتحدة إلى مستويات عام 1990 بحلول عام 2020 والوصول بنسبة الخفض إلى 80 فى المائة بحلول عام 2050، ولكن الكونجرس لم يمرر بعد تشريع المناخ.
وقال روبرت ستافينز مدير مشروع هارفارد لاتفاقيات المناخ الدولية إن اجتماع هو جين تاو وأوباما سيسهل قطعا التفاهم المتبادل حول قضايا تغير المناخ.
وقعت الصين والولايات المتحدة مذكرة تفاهم تشجع التعاون فى مجالى تغير المناخ والطاقة الأنظف فى يوليو.
وصرح ستافينز لوكالة أنباء (شينخوا) فى مقابلة اجرتها معه عبر البريد الإلكترونى بأنه يبدو انه من غير المرجح ان يكمل الكونجرس الأمريكى تشريع المناخ بحلول وقت عقد قمة كوبنهاجن بسبب التحديات السياسية الكبيرة فى ظل الركود وارتفاع معدل البطالة وغيرهما من الأولويات المحلية.
وقال ستافينز "هناك تغيرات كبيرة حدثت فى المناخ السياسى بالنسبة لسياسات تغير المناخ فى الولايات المتحدة منذ تولي الرئيس أوباما لمهام منصبه. ولكن التوقيت صعب بالنسبة لقمة كوبنهاجن".
وكان كبير المفاوضين الأمريكيين جوناثان بيرشينج قد ذكر فى أكتوبر انه سيكون من الصعب التعهد بتحديد هدف للانبعاثات دون تصديق الكونجرس على تشريع متعلق بالأمر.
ويقول الخبراء إنه مع عدم التأكد من الحصول على تعهدات من أكبر اقتصاد فى العالم وبقاء قضايا رئيسية اخرى دون حل بعد عامين من المحادثات، فان التوصل إلى اتفاقية جديدة لمكافحة الاحترار العالمي يعد بمثابة أمل بعيد المنال بالنسبة لكوبنهاجن".
وكانت جولة المفاوضات الأخيرة قبل مؤتمر كوبنهاجن قد اختتمت يوم 6 نوفمبر في برشلونة باسبانيا.
وقال يفو دي بوير السكرتير التنفيذى لمعاهدة إطار عمل الأمم المتحدة حول تغير المناخ إنه قد تم احراز قدر ضئيل من التقدم بالنسبة لاهداف الدول المتقدمة المتعلقة بخفض الانبعاثات وتمويل الدول النامية للحد من نمو انبعاثاتها والتكيف من تأثيرات تغير المناخ.
تجدر الإشارة إلى انه فى عام 2007، أكدت هذه المعاهدة على أربع اوجه للجهود المنسقة: تخفيف آثار تغير المناخ، والتكيف معه، والتمويل، والدعم التكنولوجى. واقترح إعلان 2007 الذى صدر فى بالى باندونيسيا "خريطة طريق" لصياغة معاهدة جديدة فى كوبنهاجن.
وقال تشى "إن الأمر يتطلب وقتا للاتفاق على معاهدة جديدة. وستعرب جميع الدول تقريبا عن رغبتها في بذل جهود فى ديسمبر. ولكن لابد من التأكد أولا من أن محادثات كوبنهاجن لن تنهار".